خارطة طريق لدرس التاريخ

خارطة طريق لدرس التاريخ
 

يعتمد هذه الدرس على المبادئ التالية:
-أولا/ البساطة وصدق المشاكل المطروحة بالنسبة للتلميذ
هذا المبدأ الثمين الذي وفق منهاج 1996 ص 11
في التعبير عنها بشكل ممتاز قائلا:
يتم تقريب الفكر الفلسفي من التلميذ من خلال احترام مطالب التفكير الفلسفي وهي مطالب تقوم على إدراك صدق المشكل المطروح بالنسبة للإنسان؛ ووضوح تفريعاته وقيادة الفكر قيادة سليم، منطقية و نزيهة، فبعل هذه السيرورة تقرب الأفكار الفلسفية من التلميذ، لإذا ماكانت سيرورة منطقية وواضحة تدعو الفرد إلى الإنخراط فيها انخراطا طبيعيا

– ثانيا / لايمكن لدرس التاريخ أن يهم المتعلم المغربي إلا إذا كان درسا حول تاريخه هو كفرد في مجتمع عربي إسلامي، درسا يقدم للتلميذ فرصة ناذرة ليتيفلسف ويسائل تاريخ مجتمعه ليفهم وضع مجتمعه الحالي إزاء المجتمعات الآخرى…
لقد درس التلميذ في مادة الاجتماعيات تاريخ المسلمين في فترات مجده وانحطاطه ودرس تاريخ أوروبا منذ العصور الوسطى ودرس تاريخ اليابان…
ولكن لم تتح له الفرصة أبدا ليعرف العوائق التي واجهها المؤرخ الذي قدم له مادة هذه الدروس، لم تتح له الفرصة ليعرف منطق كل هذه التواريخ وغايتها ومعنى صيرورتها، ولم تتح له الفرصة أخيرا ليتساءل حول دور الإنسان داخل كل هذه التواريخ: الإنسان الذي هو ، الناس الذين هم أجداده، الإنسان الذي هو الياباني أو الأوروربي…
وفي كل هذه الأسئلة، فهو يضع نفسه كفرد ينتمي تاريخيا إلى أمة ليت هي اليابان وليست هي أوروربا …
بذلك يحقق الدرس الكفايات الاسترتيجية ( فهم الذات…)؛

– ثالثا/ بالنسبة لصياغة إشكالات المحاور الثلاث:
أ- فهمنا إشكالية المعرفة التاريخية على أنها إشكالية إبستملوجية تتناول علمية هذا العلم والعوائق التي يواجهها في تناول موضوعه، وعلى رأسها لإشكالية الذاتية والموضوعية. وكل من استأنس بإشكاليات المنهج في علم الإجتماع يستذكر جيدا الثنائية الشهيرة: التفسير / الفهم…؛

ب- بالنسبة لإشكالية التقدم، فقد فهمت على أنها تساؤل حول المنطق الذي بموجبه تتعاقب الأحداث والحقب والعصور والأنظمة أي باختصار المنطق الذي تجري وفقه السيرورة التاريخية، وكذا الغاية التي تمضي نحوها.. وفي هذا الإطارارتأينا إدراج موقف "مؤيد" لفكرة التقدم وثان "معارض" وآخر منتقد. أما الموقف المؤيد فيمثله هيغل الذي لم يفعل سوى التعبير عن الفكرة الكبرى لعصر الأنوار برمته : ونقصد بها فكرة التقدم والإيمان بقدرة الجنس البشري عل ىالاتقاء نحو مزيد من العلم والمعرفة والحرية..، الموقف المعارض تمثله فكرة التاريخ الدوري عند ابن خلدون ( أو العود الأبدي كما يحب نيتشه أن يقول!)؛
أما المنتقد فكان نصا لريمون أرون الذي اشتغل على هذه الفكرة في أكثر من كتاب من كتبه ليس فقط في فصل من كتابه "المجتمع الصناعي" الذي عربه فكتور باسل، بل وأيضا وبشكل كامل في كتابه "الفلسفة النقدية للتاريخ"؛

ج- أما إشكالية دور الإنسان في التاريخ، فقد فهمناها على أنها مناسبة أخرى لطرح إشكالية الشخص بين الحتمية والحرية، وتذكير المتعلم بالترابط بين مفاهيم المجزوءة، و قد عدنا فيها مرة أخرى إلى هيغل الذي يجعل من التاريخ مجرد مراحل لتجلي الفكر المطلق في سعيه إلى وعي ذاته وإلى الحرية، فيغدو الأفراد مجرد أدوات تنفذ إرادة الروح المطلق ضد إرادتها الخاصة ( لهذا السبب انتقد كيركجارد الطابع اللاشخصي للتصور الهيغيلي الذي يذيب الفرد الشخص لصالح النسق والفكرة…) وبعد نص لماركس ناقدا التصور المثالي للتاريخ عند هيغل، ولم نجد مفرا من مقابلته بالنص الشهير لسارتر في "نقد العقل الجدلي"

– رابعا/ فيما يخص اختيار المواقف الفلسفية وانتقاء النصوص في البناء الإشكالي:
أ-الأولوية للمؤرخ على إبستملوجي التاريخ، في هذا الإطار تأتي الأولوية التي منحت لإبن خلدون ومارك بلوخ، ولم نستطع للأسف الوصول إلى نصوص المؤرخين الإنجليز امثال توينبي أو كولينجوود أو الألمان أمثال شبلنجر!؛

ب- الأولية للفلاسفة الذين يمثلون الموقف قبل شراحهم أو منتقديهم أو "متجاوزيهم" في هذا السياق اخترنا هيغل ممثلا لفكرة التقدم؛

– خامسا وأخيرا/ لم نستخدم الصور لمجرد التزويق أو تأثيت البياض
استعملنا حوالي خمس صور، كل واحدة منها مرفقة بمفتاح يوضح مضمونها أولا ويقابله ثانيا تعليق يجعل من الصورة – بما هي دال يخاطب الحس – مرتكزا آخر للتفكير الإشكالي في المفهوم أو في القضية الخاصة بالمحور

Facebooktwitterredditmailby feather

تعليقاتكم وتفاعلاتكم

تعليقات وملاحظات

تعليقان (2) على “خارطة طريق لدرس التاريخ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *