أضع بين أيديكم مقالا من جزأين يتناول الجوانب الفلسفية والدوسيمولوجية وكذا الأخلاقية لعملية تصحيح مواضيع المترشحين في الامتحان الوطني.
إن مجرد وفاء مصححي الفلسفة لروح مادة تدريسهم مبرر كاف للأمل في نقط عادلة أثناء التصحيح ، لأن الفلسفة وعي تأملي انعكاسي ، حواري ، نقدي وحريص على قيم الحقيقة والصواب عندما يتعلق الأمر بالحكم ، وعلى قيم العدالة والإنصاف عندما يتعلق الأمر بتوزيع خيرات.
تمهيد النقطة الحقيقة والنقطة العادلة
يثار سؤالان بصدد كل نقطة تنالها ورقة المترشح سؤال حقيقة النقطة وسؤال عدالتها يفترض البحث عن النقطة الحقيقية وجود نقطة ما في مكان ما تكون المقابل الموضوعي أو الترجمة الكمية لإنجاز المتعلم لن ننشغل هنا بهذه النقطة لأن البحث عنها لن يختلف عن البحث عن حجر الفلاسفة، إذ تبين – حسب هنري بييرون – أن العثور على هذه النقطة يحتاج في الفلسفة إلى تصحيح الورقة الواحدة من طرف 127 مصححا الامتحانات والدوسيملوجيا 1969 ص 23 وإذا كان تكميم خواص فيزيلوجية كالطول مثلا يتضمن قدرا من الارتياب ويقتضي تكرار القياس ويُكتفى فيه ببضع أعداد بعد الفاصلة، فما بالك بتكميم قدرات عقلية تجند خلالها كفايات منهجية معقدة، بل ومواقف أخلاقية كمحبة الحكمة مثلا.
بخلاف النقطة الحقيقية، يحيل مفهوم النقطة العادلة على فكرة توزيع خيرات وفق إجراءات وقواعد يعم صوابها يمس ضلالها الجميع على قدم المساواة فقد نقبل كون تصحيحنا لإنجازات المترشحين صارما أو متساهلا أو حتى خاطئا، ولكن لا يسعنا التفريط – لأسباب أخلاقية في مبدأ تكافؤ حظوظ المترشحين أمام صرامتنا أو تساهلنا أو خطئنا…
لقراءة بقية المقال، برحى الضغط على الصورة أدناه
by