نصوص لدرس الشخص- هوية الشخص، جسمه، روحه ووعيه

نص:لاتكمن هوية الشخص في أي جوهر، مادي او لامادي، وإنما تكمن في الوعي!!

إشكال النص: ما الذي يمنح للكائن البشري هويته كشخص ؟ وماذا يترتب عن هذه الهوية؟‏

النص:
ما يوحد داخل نفس الشخص أشكالا من الوجود متباعدة في الزمن، هو الوعي وليس وحدة الجوهر. فمهما كان هذا الجوهر، ومهما كانت بنيته (طبيعته) فلاوجود للشخص بدون الوعي ، وإلا فالجثة أو أية كينونة أخرى بدون وعي هي أيضا شخص بدورها
دعونا نتصور الحالتين التاليتين: الأولى حالة وعيين متمايزين دون تواصل بينهما، يحركان نفس الجسم، أحدهما يحرك الجسم نهارا والآخر ليلا؛ والحالة الثانية بعكسها أي حالة نفس الوعي يحرك جسمين مختلفين بالتناوب في أوقات متباعدة. إني لأتساءل، في الحالة الأولى، أليس الكائن الذي يدب نهارا وذاك الذي يحيا ليلا، أليسا شخصين مختلفين اختلاف سقراط عن أفلاطون؟؛ وفي الحالة الثانية، ألن نكون إزاء نفس الشخص وهو يحل في جسمين مختلفين، مثله في ذلك كمثل الرجل الذي يظل هو نفسه رغم أنه يرتدي كل مرة ملابس مختلفة
ولافائدة من الاحتجاج في الحالتين السابقين بأن هذه الأوعاء (جمع وعي) وعي واحد أو أنها مختلفة تبعا لاختلاف أو تطابق الجوهر اللامادي الذي يحمل معه الوعي عند حلوله بالجسد: وبغض النظر عن صحة أو بطلان هذه الاحتجاجات، فمن البديهي أن هوية الشخص، لاتتحدد بغير الوعي في كلتا الحالتين، سواء اقترن هذا الوعي بجوهر لامادي فردي أم لا.
وحتى لو قبلنا الرأي القائل أن الجوهر المفكر للإنسان من طبيعة لامادية بالضرورة ، فإنه يظل بديهيا مع ذلك أن هذا الشيء المفكر اللامادي يمكن أن ينفك عن وعيه الماضي (ذكرياته)أو أن يستعيده بعد ضياع ؛ والشاهد على ذلك تذكر الإنسان أحيانا لحالات شعورية ماضية طواها النسيان تماما طيلة عشرين عاما، فلنفترض أن فقدان الذاكرة على هذا النحو يتم بشكل دائم ومنتظم بحيث نفقد في النهار ذكريات الليل، ونفقد عند حلول الظلام ذكريات النهار، سنكون هنا إزاء شخصين مختلفين رغم أن لهما نفس الروح اللامادي، مثلما أننا سنحصل ، في الحالة الأولى [الواردة في بداية النص]، على شخصين مختلفين حالّيْن في جسد واحد. وعليه فالإنية لاتكمن في وحدة جوهر فرد أو جواهر متعددة بقدر ما تكمن في وحدة الوعي
دراسات في الفهم الإنساني الكتاب الثاني ، الفصل 27 الفقرة 23
المصدر: John Locke, An Essay Concerning Human Understanding, Book II, chapter 27 : Of Identity and Diversity
شذرات إضافية لإضاءة النص والمساعدة على فهمه:
مما سبق نستطيع القول بأن هوية الشخص لاتكمن في وحدة الجوهر بل في وحدة الوعي ، فلو حدث اأن تطابق وعيا كل من سقراط وعمدة كيمبووروغ، فإنهما يغدوان نفس الشخص، ولو أن ،سقراط المستيقظ لا يشاطر سقراط النائم نفس الوعي ، فإن سقراط النائم وسقراط المستيقظ ليسا نفس الشخص
نفس المرجع، الفقرة 19

 

شذرات إضافية لإضاءة النص والمساعدة على فهمه:
على أساس هذه الهوية الشخصية تنبني العدالة والثواب والعقاب
نفس المرجع، الفقرة 18

 

شذرات إضافية لإضاءة النص والمساعدة على فهمه:
لاتعاقب العدالة البشرية الأحمق على الأفعال التي ارتكبها العاقل (أي عندما كان عاقلا)، كما لا تعاقب العاقل على مااقترفه الأحمق، معتبرة إياهما شخصان متمايزان، مما يفسر التعبير المستخدم في قولنا "إن الشخص ليس هو نفسه" أو أنه "خارج نفسه" وهي تعابير تشير إلى أن الإنية قد أصابها التحول ، وأن الشخص الذي هو الإنية لم يعد داخل نفس الرجل
نفس المرجع، الفقرة 20

 

شذرات إضافية لإضاءة النص والمساعدة على فهمه:
مهما أتت الكينونة من أفعال ومهما جال بخاطرها من أفكار، وإذا لم أستطع تذكر تلك الأفكار باعتبارها أفكاري، و تلك الأفعال باعتبارها أفعالي، وعجزت عن تملكها بواسطة وعيي، فإن هذه الكيونة لانتتمي إليّ، رغم أن جزءا مني هو الذي فكر او فعل، كما لو أن هذه الأفكار قد حملها وأن تلك
الأفعال قد اتاها كائن لامادي آخر موجود مستقلا عني نفس المرجع، الفقرة 24
Facebooktwitterredditmailby feather

تعليقاتكم وتفاعلاتكم

تعليقات وملاحظات

0 تعليق على “نصوص لدرس الشخص- هوية الشخص، جسمه، روحه ووعيه”

اترك رداً على عمر إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *